الصفحة الرئيسيةبرنامج فلسطين

برنامج فلسطين

برنامج فلسطين

التعليم التحرّري

 

تبقى مسألة التعليم ذات أهمية بالغة عندما يتعلق الأمر  بقضايا التغيير الاجتماعي والسياسي. ما هو التعليم الضروري الذي سيهيئ المجتمع نحو تغيير سياسي واجتماعي جذري؟ ان التعليم التحرّري، ضمن هذا السياق، يتعدّى النقل السطحي للمعرفة ويبحث في البنى الاجتماعية والاقتصادية، اضافة الى العلاقات السياسية، كما يدعم الفاعلين ليس فقط للمطالبة بواقع مختلف لكن أيضا لمناقشة واستنباط واستنهاض بدائل واقعية.

لكن ما هو التعليم التحرّري اليساري النقدي، أو ما الذي يجعل مقاربات التعليم تحررّية فعلا؟ كيف يمكن تصوّر العملية التعليمية وتنظيمها وتطويرها بحيث يصبح مردودها تحرّري؟ كيف وبأي اتجاه يمكن تغيير دور المعلمين؟ وكيف يمكن تطوير السياق والأساليب بحيث تعمد الى اعاقة اعادة انتاج النظام الأبوي والبنى المسيطرة بمختلف عناصرها ضمن السياق الفلسطيني تحت الاحتلال، حيث يغيب الاقتصاد الحر، وحيث تدعو الضرورة الى تغيير اجتماعي اقتصادي واسع من جهة، وحيث بنى التعليم والتعلّم تقليدية ومحافظة وتراتبية، من جهة أخرى، الامر الذي يجعل من موضوع التعليم التحرّري أكثر تحديّاً؟

وفي هذا الاطار، تتعاون مؤسسة روزا لوكسمبورغ مع مؤسسات فلسطينية، معلمين وفنانيين ممن يستخدمون أدوات وأفكار متنوّعة بهدف تنشيط منهج التفكير النقدي، كذلك الى تفعيل مشاركة الناس، من مختلف الفئات، نحو تطوير مجتمع فلسطيني تقدمي وديمقراطي.

 

التفكّك الاجتماعي

يتصف المجتمع الفلسطيني المعاصر بمجموعة من سمات التفكك والتشظي على كافة المستويات: جغرافيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا، دون التطرّق للمزيد من التفصيلات والتبعيات. وفي حين أن كافة المستويات تقع على نفس الدرجة من الاهمية، الا أن التفكك الاجتماعي- الاقتصادي، أي ذلك القائم على اتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء، والمترافق مع تقلّص حالة التضامن الاجتماعي، والعلاقات ما بين المدن وامتدادها الريفي ومخيمات اللاجئين… الخ، لهو الأكثر اثارةً للاهتمام. وكنتاج لخليط معقّد من النسق الاستيطاني والسمات النيوليبرالية للسياسات المحلية والدولية، يؤدي التفكك الاجتماعي الاقتصادي للمجتمع الفلسطيني الى المزيد من الجهد المبذول من قبل النشطاء الاجتماعيين والباحثين والأحزاب السياسية التقدمية. تعمد مؤسسة روزا لوكسمبورغ الى التركيز على عدد مختار من القضايا ذات العلاقة، مثل سياسات الأمن الاجتماعي والتنمية الحضرية الاجتماعية، وذلك بدعم وتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والنشطاء الاجتماعيين وخبراء السياسات، لنقاش قضايا التشظّي الاجتماعي-الاقتصادي مع الجمهور، اضافة الى اثارة النقاش لتطوير العمل على، والضغط باتجاه بدائل تقدمية نحو تضامن وتشارك اجتماعي.

 

بدائل اقتصادية

كنتاج لعقود من الاحتلال، تعرضّ الاقتصاد الفلسطيني الى اعاقات واحباطات كبرى. اليوم، وبعد أكثر من عشرين عاما على توقيع اتفاقية أوسلو، تراجع الاقتصاد الفلسطيني بشكل أكبر وأصبحت الأراضي الفلسطينية ضمن أكثر الأماكن اعتمادا على المعونات الدولية، على مستوى العالم.

لا يترك الاحتلال والاغلاق، والدعم القائم على رؤى الممولين، وكذلك السمة النيوليبرالية للسياسات الفلسطينية الاقتصادية المحلية، سوى فسحة صغيرة جدا للتفكير في البدائل والعمل فعليا عليها. وبالرغم من ذلك، فإن هذه الفسحة الصغيرة يجب ان تُستخدم بفعالية حتى يتم كسر حلقة الاعتماد على الآخرين، وحتى تقوى القدرات الذاتية على احداث التغيير نحو تقرير المصير.

عمدت مؤسسة روزا لوكسمبورغ، وبعد سنوات طويلة من البحث الاكاديمي حول الموضوع، على الشراكة مع مبادرات محلية وتعاونيات تتحدى، بشكل ما، الاعتماد على الآخرين، وذلك من خلال نقاش البدائل على المستويات المحلية والوطنية والدولية، والذين يطبقون، بشكل عملي، بدائل تقدمية، في البلاد.

سيناريوهات غزة

بناءاً على الوضع الخاص لقطاع غزة، هنالك ضرورة خاصة للنقاش المجتمعي حول الأسئلة والتحديات والسيناريوهات المستقبلية المتوقعّة في القطاع. وحتى يشمل هذا النقاش مجموعات اجتماعية متنوّعة، خصوصا أولئك المهمشين والمحرومين من المشاركة الفاعلة في النقاش العام، خصوصا النساء والشباب، تعمد مؤسسة روزا لوكسمبورغ الى دعم آليات وفعاليات تقدمية متنوّعة للتنشيط والمشاركة المجتمعية، كالاعلام والفن، على سبيل المثال.

التغيّر المناخي

يعتبر التغير المناخي واحداً من أهم الموضوعات المتداولة والتي تؤثر على العالم ككل، في حين له أثر أكبر على فلسطين التي تتعرض لاستنزاف وتدمير منهجي  لمصادرها الطبيعية. وبناءاً عليه، فإن اثارة موضوع التغيّر المناخي من خلال التنسيق المشترك والعلاقات المهنيّة بين قياديين مجتمعيين ومسؤولين حكوميين سوف يساعد على فهم أعمق واوسع للتبعات الناتجة عن هذا التغّير وبالتالي قدرة أفضل على مواجهته.

شاركوا المنشور
})(jQuery)