مدار تصدر العدد 78 من مجلة قضايا بعنوان “معاداة الساميّة، الصهيونية وقضية فلسطين”

 

 

 

 

 

لقراءة العدد يرجى الضغط هنا

أصدر شركاؤنا المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار” العدد 78 من فصلية “قضايا إسرائيلية”، يتضمن ملفا تحت عنوان “معاداة الساميّة، الصهيونية وقضية فلسطين”، يتعمق في تحولات مفهوم العداء للسامية، الذي عمدت إسرائيل وحلفاؤها إلى توسيعه في السنوات الأخيرة ليشمل كل نقد لإسرائيل وسياساتها، وذلك كجزء من استهداف خطاب العدالة الذي تتسم به القضية الفلسطينية، كما يواكب الملف صيروة هذا التوسيع للمفهوم، والجهات العاملة عليه، والأدوات المستخدمة في تكريسه دوليا.

في الملف دراسة تحت عنوان “التعريف العملي لمناهضة السامية.. كاتم صوت منتقدي إسرائيل” لخلدون البرغوثي تستعرض الخلفيات التاريخية لمناهضة السامية من ناحية تفسير دوافعها، ثم الظروف التاريخية التي دفعت مناصري إسرائيل إلى السعي لتطوير تعريف مناهضة السامية الكلاسيكي، عبر ربط العنصرية ضد اليهود بانتقاد إسرائيل. ونقطة التحول في الانتفاضة الثانية التي تبعها مباشرة العمل على إصدار التعريف الجديد لمعاداة السامية المسمى “التعريف العملي لمناهضة السامية”. كما تستعرض النقاشات والجدل المتعلق بهذا التعريف وصولا إلى شطبه من قبل الهيئة الأوروبية التي أصدرته، وتبني مناصري إسرائيل له على الرغم من ذلك، وصولا إلى اعتماده من قبل عدد من الدول والمنظمات بضغط من إسرائيل والمنظمات الصهيونية المدافعة عنها، واستمرار السعي لتبنيه عالميا.

وتحت عنوان “معاداة السامية الجديدة كجزء/ككل من الاشتباك مع المسألة الفلسطينية العادلة” لمهند مصطفى عرض وتحليل للسجال الإسرائيلي حول مفهوم العداء للسامية، وحصره في المسألة الفلسطينية.

ينطلق المقال من ادعاء أن السجال الذي فجره قرار البرلمان الفرنسي اعتبار المعارضة للصهيونية شكلا من أشكال العداء للسامية، يتعلق في جانب منه بسؤال جوهر الصهيونية في السجال الإسرائيلي، وأي صهيونية بالضبط يجب معارضتها، وهو جزء من الصراع السياسي والأيديولوجي الأوسع في إسرائيل حول احتكار تفسير الصهيونية ودورها وغايتها..

وفي دراسة عنوانها “تعريف التحالف الدوليّ لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA) لمعاداة الساميّة: تعريف معاداة الساميّة من خلال محو الفلسطينيّين” تكشف ـربيكا غولد أن الاستخدامات السياسيّة لهذا التعريف، تفوق في أهميّتها مضمون التعريف نفسه، الذي لا يعتبر مضمونًا أصليًّا. فالاستخدامات تمثّل جبهة جديدة في المجهود المبذول لقمع الخطاب الناقد لإسرائيل، فيما يتعلّق بأسلوب عملها، وقمع فعاليّته.

ويبحث مقال “الكولونيالية والمحرقة اليهودية: صدام بين روايتين” لعاموس غولدبرغ في نشوء وتأسّس روايتين تاريخيّتين كبيرتين جاءتا لشرح طبيعة الحداثة، وكلتاهما قصّة كوارث تاريخية؛ إحداهما هي قصّة المحرقة اليهودية واللاسامية، والأخرى هي القصة اللا/ما بعد كولونيالية، والعنصرية الغربية، حيث يرى الباحث أن لهاتين الروايتين اللتين أصبحتا – إلى حدّ كبير – كونيّتين جذورٌ عميقة في التاريخ وفي فكر مناطق مختلفة من العالم، كما تصطدم هاتان الروايتان العالميّتان اصطدامًا هو الأكثر وجاهية وفظاظة في مسألة إسرائيل – فلسطين.

ويتضمن الملف أخيرا مقالة تحت عنوان هو، أنا والآخر لأبراهام بورغ، يجيء فيها “لدينا كارهون حقيقيّون، مثلنا مثل الآخرين. إنهم موجودون، مزعجون بل مدمّرون أحيانًا، لكنّهم هامشيّون وغير مهمين. الكارهون المُخترَعون هم أولئك الذين يستخدمهم قادة إسرائيل صباح مساء لصيانة منظومة المخاوف اليهوديّة الطبيعيّة والاستمرار في السيطرة بواسطتها(..) لطالما يلبس كارهو اليهود قناع الصداقة. ليس لأنّهم وقعوا في حبّنا فجأة. بل لأنهم يريدون تخويلًا منّا لكي يكرهوا شخصًا آخر. إنّهم يحبّون اليهود لكي يكرهوا المسلمين. “فيلوساميّون” جدد في خدمة الإسلاموفوبيا. وللأسف، يقع الكثير من الإسرائيليّين واليهود في هذا الفخ الموقوت”.

في زاوية “من الأرشيف” نصان للشاعر ناتان ألترمان من إعداد وترجمة مالك سمارة، ينتقد أحدهما مجزرة يرجّح أنها مجزرة الدوايمة، ونص يمجّد احتلال العام 67.

ويتضمن العدد مداخلة تحت عنوان “من الخلاص الجماعي إلى تحقيق الذات: تحولات البطولة

في الدراما الإسرائيلية المعروضة عبر “نتفلكس”، يتتبع فيها نور الدين أعرج وباسل رزق الله عينة من الإنتاجات الدرامية الإسرائيلية التي تظهر فيها تمثيلات عسكرية إما بشكلٍ رئيسي أو ثانوي، وتقدم قراءةً لها ترتكز على السعي لفهم مركزية البعد العسكري، في الفضاء العام الإسرائيلي، وتراجعه، والممارسات التي ترتبط باستعادته، أو إعادة إنتاجه، في خضم التحولات المستمرة داخل المجتمع الإسرائيلي ومجتمع الجيش. لا تقتصر المداخلة على قراءة صورة الجندي الإسرائيلي في الإنتاجات الدرامية كبطل خارق يُنقذ المجتمع ورفاقه، مبنيةً على الصورة التقليدية للجندي البطل الذي يحمل قيم الذكورة والتضحية، لكنها تعيد قراءتها، مطلة على أنماط من الجدل الداخلي في إسرائيل، وأزمات عدة مثل النقاشات عن انخفاض نسب التجنيد في الوحدات القتالية وأيضًا الحديث عن صلاحيات الجندي الإسرائيلي ومدى قدرته على اتخاذ القرارات، وهي مترافقة مع النقاشات حول مدى فاعلية وجود جيش الشعب.

وفي العدد جزء من الفصل الأخير في كتاب لإيان لوستك تحت عنوان “خداع التاريخ ووعد المستقبل”، وفيه يتناول مآلات حل الدولتين في الواقع الراهن للقضية الفلسطينية.

يعرض الكتاب، تبدّل الخطط والمشاريع السياسيّة، ويحلل كيف أرغمت الإستراتيجيّة المستميتة المسمّاة “الجدار الحديديّ للصهيونيّة” العرب على تخفيف مطالبهم، إلّا أنه كان للنجاح الجزئيّ لهذه الإستراتيجيّة عواقب غير مقصودة؛ ضخّمت هذه الإستراتيجيّة المطالب اليهوديّة-الإسرائيليّة، كما شجّعت تطرّفًا متعنّتًا دمّر كلّ إمكانيّة لتسوية تاريخيّة كان من المفروض أن تحقّقها.

كما أن منظور الكارثة، الذي أصبح مهيمنًا في إسرائيل، قوّض، وفق الكتاب، السلام مع العرب لأنّه شحذ إحساس الخوف والشك والكراهيّة، وجعل من “التسوية” كلمة نابية. نتجت الجهود الناجعة التي أحرزها لوبي إسرائيل في الولايات المتّحدة، والتي غذّاها منظور الكارثة بشكلٍ جزئيّ، عن كرم مفرط تجاه إسرائيل. دمّرت النتيجة غير المقصودة للتأثير المفرط للوبي إسرائيل أرجحيّة الاعتدال السياسيّ في إسرائيل وحوّلت سياسة الدولة اليهوديّة نحو الرفضيّة، ووضعت الختم النهائيّ على دمار مشروع حلّ الدولتين، كما أنّها جلبت فلسطينيّين عربًا أكثر ممّا جلبت يهودًا إلى داخل نطاق سيطرة الدولة الإسرائيليّة.

وفي العدد مجموعة من القراءات النقديّة والمراجعات، واستعراض لمجموعة من أحدث الإصدارات الإسرائيلية.

 

شاركوا المنشور
})(jQuery)