روزا لوكسمبورغ تعقد ندوة بعنوان ” كيف نقرأ التطورات في الوطن العربي”

 

 

 

 

عقدت مؤسسة روزا لوكسمبورغ يوم الأربعاء، 26 شباط/ فبراير 2020، ندوة بعنوان “كيف نقرأ التطورات في الوطن العربي”، في مقر المؤسسة برام الله، والتي تناولت التطورات المختلفة التي شهدها العالم العربي في العام 2019 ومطلع العام 2020، وكيف تنعكس التغيرات المستمرة على القضية الفلسطينية.

شارك وتحدث في الندوة كل من المحلل السياسي والأستاذ في جامعة النجاح د.عبد الستار قاسم،  والمحلل السياسي والأستاذ في جامعة بيرزيت د.جورج جقمان،  وأدار اللقاء مدير برنامج التضامن والحوار الدولي في مؤسسة روزا لوكسمبورغ سري حرب.

استهل د. عبد الستار القاسم اللقاء بالحديث عن كثرة العوامل التي تؤثر على التحركات المختلفة في الوطن العربي، بما فيها كثرة اللاعبين، مما يصعّب من عملية التنبؤ بالمستقبل. وأضاف أن الساحة الدولية تمر بحالة عدم الاستقرار، وذلك نتيجة السياسة الخارجية الأمريكية، والتي يحكمها حسب د. عبد الستار ” مزاجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتعامل مع السياسة بمنطق رجل الأعمال”. مشيراً إلى  “أن عدم الاستقرار ليس محصوراً بالمنطقة العربية فقط، وإنما في أكثر من مكان في العالم، كالحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وانسحاب أمريكا من اتفاقية المناخ، وغيرها من الإجراءات التي تزيد التوترات السياسية في العالم”.

وعلق د. عبد الستار على التطورات في المنطقة قائلاً: “الموجة الأولى من الحراك العربي لم تؤدي إلى نتائج، وتخللها العديد من المعضلات، منها أن هذه التحركات هي بدون قيادة، وبدون برامج، مما سهل التدخل فيها”. وقد أشار د. عبد الستار أن الموجة الثانية كانت أكثر هدوءاً، وحافظوا على سلمية الحراك، لذلك كانوا أكثر نجاحاً، خاصة في الجزائر. وأضاف أن الموجة الأولى والثانية هي نتيجة عدم تلبية الأنظمة العربية لآمال وتطلعات شعوبها.

فيما يتعلق القضية الفلسطينية، أشار د. عبد الستار قاسم: “الإقليم تغير، وأمريكا لم تعد بنفس القوة كما في السابق، كذلك إسرائيل، والدليل على ذلك قطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا”.

أما، د. جورج جقمان، فاعتبر أن الحدث الأهم في القرن 21 في المنطقة هو الثورات العربية التي بدأت في العام 2011، وأشار على صعوبة التنبؤ بالثورات، وصعوبة المسار الثوري في تحقيق أهدافه، مشيراً للثورة الفرنسية عام 1789 استغرقها للتحول لجمهورية ما مجموعه 90 عاماَ. وفي تحليله للوضع الحالي، قسّم د. جورج التحركات العربية إلى مجموعتين. المجموعة الأولى ضمت تونس، السودان، والجزائر، وأشار أنها أقرب من تحقيق العدالة الاجتماعية من باقي الدول التي حدثت بها ثورات.

ونوه د. جورج للعامل الخارجي ودور الكبير وتأثيره السلبي على تحركات الشعوب العربية، خاصة دول الخليج، والتي اعتبرها من عناصر الثورة المضادة. وأضاف “تحركات الشعب في كل من سوريا وليبيا أصبحت حروباً بالوكالة نتيجة التدخلات الخارجية”. وخلص د. جورج في تحليله للأحداث الأخيرة في المنطقة :” هناك مخاض في المنطقة العربية، سيستمر، ويحتاج مزيد من الوقت لاستخلاص النتائج”.

في تعليقه على القضية الفلسطينية قال د. جورج ” ميزة صفقة القرن أنها وضحت ما كان واضحاً من قبل، وهو أن حل الدولتين انتهى، والسؤال الأهم والذي يجب التفكير به، ألا هو ما هو المشروع الوطني الفلسطيني المستقبلي أمام هذا الواقع؟، وللأسف لا يوجد تفكير بهذا الاتجاه”.

عقّب مدير برنامج التضامن والحوار الدولي، سري حرب، إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار سعي المؤسسة لتوفير مساحة للحوار السياسي والاجتماعي، وأضاف:” نعيش في منطقة تكثر المتغيرات والتغيرات فيها، وفلسطين لها علاقة بكل هذه المتغيرات، لذا تأتي هذه الندوة في محاولة لفهم ما يجري بالمنطقة وعلاقة فلسطين بذلك”.

يجدر بالذكر أن هذه الندوة عقدت ضمن برنامج التضامن والحوار الدولي الذي تقوم عليه مؤسسة روزا لكسمبورغ، وهي مؤسسة ألمانية تعمل في فلسطين منذ العام 2008، لتوفير التثقيف السياسي والنقد الاجتماعي، وتشجع على إجراء تحليل نقدي للمجتمع، وترعى الشبكات ذات المبادرات التحررية والسياسية والاجتماعية والثقافية من خلال مجموعة برامج، بينها التعليم التحرّري، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والتضامن والحوار الدولي.

 

شاركوا المنشور
})(jQuery)