مدار تعقد ندوة حول الانتخابات الإسرائيلية وانعكاساتها على الفلسطينيين

 

 

المشاركون: نتنياهو ذاهب إلى “فرض السيادة” وكلمة “احتلال” سقطت من البرامج الانتخابية

 

رام الله –  عقد شركاؤنا المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار” ندوة حول “الانتخابات الإسرائيلية وانعكاساتها على الفلسطينيين “،بمشاركة مدير وحدة المشهد الإسرائيلي في “مدار” أنطوان شلحت، وعضو القائمة المشتركة عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عايدة توما، وعضو القائمة المشتركة عن التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة، وأدارتها المديرة العامة لـ “مدار”، هنيدة غانم.

 رأى المشاركون إن نتنياهو يعتبر هذه الجولة من الانتخابات حاسمة، ليس فقط على مستوى أثرها على إمكانية محاكمته في ملفات فساد، إنما لاستكمال مشروعه السياسي المتمثل بما يسمى “أرض إسرائيل الكبرى”، الأمر الذي عبّر عنه كلامياً بوعد “فرض السيادة اليهودية”، شاملاً البؤر الاستيطانية في مشروع الضم، إلى جانب مغامراته العسكرية المحفوفة بخطر الانجرار إلى حرب.

وأشار المشاركون إلى أن ما يميز هذه الحملة سقوط كلمة احتلال من البرامج الانتخابية لكل الأحزاب الصهيونية، وترسخ المستوطنين والاستيطان كثابت في النقاش السياسي، مع فروق طفيفة بين الحزبين الرئيسين، إذ تدور المعركة فعلياً بين يمين شعبوي وآخر “عقلاني، فيما تهرب المعارضة إلى المربع الاقتصادي والاجتماعي.

وقالت غانم في تقديمها: إن حضور الفلسطينيين في الحملات الانتخابية ينحصر في ثلاثة أشكال، أولها حضورهم كعقبة ينبغي تذليلها، وثانيها كقضية أمنية تتطلب مزيداً من الردع، وثالثها الحضور الضبابي المموّه.

وقال شلحت: قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية للكنيست الـ22، التي ستجري يوم 17 أيلول المقبل، بات من الواضح أكثر فأكثر أن التحالف الذي يطرح نفسه بصفته بديلاً لحكم بنيامين نتنياهو، وهو تحالف “أزرق أبيض”، يتبنّى على المستوى السياسيّ الخطاب والخط اللذين يميزان اليمين الشعبوي والاستيطاني.

وأشار شلحت إلى أن برنامج التحالف يتحدث عن القدس الموحدة وعن الالتزام تجاه الكتل الاستيطانية، ولا يكتفي بالتعامل مع الجولان السوريّ المحتل كـ “جزء من إسرائيل إلى الأبد”، وإنما أيضاً وعلى نحو غير مسبوق أن الجولان ليس موضع تفاوض. وتنبغي الإشارة إلى أن مثل هذا الموقف لم يُعلن من جانب أي حكومة في إسرائيل من قبل.

ويضيف شلحت: إن مهمة تحالف “أزرق أبيض” الرئيسة تتمثّل بإعادة ترميم “التيّار الصهيوني المركزيّ” كجزء من المعركة حول ترتيب البيت الداخلي، في وقت تشهد فيه إسرائيل شبه إجماع على السياسة الخارجية المستفيدة من الواقع الإقليمي والدولي.

وتحدث أبو شحادة في مداخلته عن أجواء الانتخابات بين الفلسطينيين في إسرائيل، متوقعاً ارتفاع حصة “القائمة المشتركة” المعاد تأليفها من المقاعد، متطرقاً إلى ما سمّاه “ديمقراطية إسرائيل التقنية”، وانعكاس ذلك على التعاطي الفلسطيني معه.

واعتبر أبو شحادة أنه توجد في إسرائيل الآن معركة انتخابية لكن لا يوجد نقاش سياسي، “حتى ميرتس لا تجرؤ على الحديث عن الاستيطان، وليس فقط لا تجرؤ على الحديث عن الاحتلال”.

وحول القوة الحقيقية للفلسطينيين في الداخل، قال: إن عدد أصحاب حق الاقتراع 950 ألف شخص، ما يعادل 25 مقعداً، و”هذا رقم مؤثر جداً”.

وقالت توما في مداخلتها: إن نتنياهو يستخدم كل الأدوات الممكنة في سبيل الفوز بالانتخابات، لأنه إلى جانب موضوع الفساد والمحاكمة، معني بدخول التاريخ كمن حقق هدف ما يسمى “دولة إسرائيل الكبرى”، كما هو واضح في تصريحاته، منبهة إلى تصعيده العسكري بشن غارات في أربع دول عربية خلال فترة قصيرة، لتحقيق تجنيد وطني حوله يؤثر في المشهد الانتخابي.

وأشارت توما إلى جهود نتنياهو المستميتة لتوحيد اليمين وتوظيف ورقة القدس أيضاً في هذا السياق عبر الهدم الدعائي في العيسوية، والتعهد للمتطرف فيغلين بمنحه وزارة إلى جانب دراسة زيادة المساحة الزمانية المتاحة لليهود لاقتحام المسجد الأقصى.

وأضافت توما: إن الإشكالية في الداخل الفلسطيني تتمثل في تحول الجماعة التي تحمل مشروعاً سياسياً إلى أفراد متفرقين، ما يشكل تحدياً للأحزاب ومصداقيتها، مقدمة قراءة للخارطة الانتخابية، حيث يقاطع حوالى 12% الانتخابات لأسباب عقائدية، فيما نسبة عالية فقدت الثقة بإمكانية التغيير، تليها شريحة كبيرة من الجيل الجديد لم تمر بعملية تسييس، وباتت تستقي معلوماتها من الإعلام العبري بالدرجة الأولى.

وختمت توما: إن زوال نتنياهو لا يعني زوال أثره العميق على المشهد الإسرائيلي، وبالتالي على الواقع الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب الكثير من العمل.

 

شاركوا المنشور
})(jQuery)