روزا لوكسمبورغ تعقد ندوة حول صفقة القرن مستضيفة ناصر القدوة

 

عقدت مؤسسة روزا لوكسمبورغ يوم الأربعاء الماضي ندوة بعنوان “صفقة القرن: الواقع والمرتقب” في مقر المؤسسة برام الله تحدث خلالها الدكتور ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات وتناول آخر التطورات السياسية فيما يتعلق بكل ما يدور حول صفقة القرن وورشة المنامة ومواقف منظمة التحرير الفلسطينية منها، وخططها في مواجهة هذه الصفقة.

استهل القدوة اللقاء بالحديث عن الإدارة الأمريكية الحالية وسياساتها في الشرق الأوسط، ومواقفها التي تختلف عن مواقف الإدارات الأمريكية السابقة، حيث رفضت الإدارة الحالية الالتزام بحل الدولتين، وأوقفت دعم الأونروا، واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل التي جرى على إثرها نقل السفارة الأمريكية للقدس أيار للعام الماضي. ورأى القدوة أن هذه السياسة تهدف لتمكين إسرائيل من ضم المزيد من المناطق المحتلة في الضفة الغربية، وشرعنة الاستيطان.

فيما وتناول القدوة موضوع ورشة المنامة الاقتصادية التي عقدت برعاية أمريكية خلال شهر حزيران الماضي، مؤكداً أنه لا تنمية اقتصادية دون أساس سياسي ثابت، ومشيداً بالموقف الفلسطيني الموحد والرافض للمشاركة في الورشة، وعلّل بأنّ المشاركة العربية في الورشة ناتجة عن الضغوط الأمريكية على بعض الدول العربية.

وتعقيباً على مشاريع الضمّ الإسرائيلي لأراضي فلسطينية من الضفة الغربية المحتلة، علّق القدوة مؤكداً أن “استمرار الاستيطان وتزايده هو بمثابة إنهاء للتسوية السياسية، وإسرائيل تريد الضم بينما لا تريد أن تكون مسؤولة عن الفلسطينيين في هذه المناطق”. وعطفاً على ذات الموضوع، أشار بأن خطط التهجير الناعمة التي تخطط لها دولة الاحتلال تتزامن مع خطط الضمّ والتوسع، ومن بينها صدور حكم عسكري إسرائيلي قبل سنوات وجيزة يحوّل كل مواطن فلسطيني إلى مقيم، بهدف تسهيل طرده مستقبلاً.

وعند سؤاله فيما إذا كانت الشرعية الدولية الخيار الوحيد أمام منظمة التحرير الفلسطينية في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، أوضح القدوة إلى أهمية الشرعية الدولية كونها “تقوم بمقام القانون، ولكن في نفس الوقت القانون يحتاج قوة لفرضه”.

وعلق القدوة على ضعف التفاعل الشعبي مع الفعاليات التي أعلنتها القيادة الفلسطينية للتصدي لصفقة القرن، معللاً ذلك بانقطاع الصلة الصحية بين الشعب والقيادة، وموضحاً أنه يجب على القيادة استعادة الثقة من خلال صحّة المواقف المعلنة.

واختتم اللقاء بمجموعة من أسئلة الجمهور حول خيارات القيادة الفلسطينية، والخطط المنوي تنفيذها إلى جانب رفض الصفقة القرن، وغيرها من المواضيع المتعلقة بضعف مواجهة السلطة للتطبيع العربي مع إسرائيل، والبدائل المطروحة للتسوية السياسية والامتعاض من أداء القيادة الفلسطينية في التعامل مع الموقف الراهن.

وعقّب مدير برنامج التضامن والحوار الدولي سري حرب إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار سعي المؤسسة لتوفير مساحة للحوار السياسي والاجتماعي، ونظراً لأهمية التبعات الاقتصادية والسياسية لصفقة القرن علق “ارتأينا أن مزيداً من التحليل والمعلومات يساهم في فهم مواقف القيادة الفلسطينية ولذلك حرصنا على عقد هذه الندوة التي تجمع القدوة بالنشطاء والفاعلين السياسيين من مستويات مختلفة”.

ويجدر بالذكر أن هذه الندوة عقدت ضمن برنامج التضامن والحوار الدولي الذي تقوم عليه مؤسسة روزا لكسمبورغ، وهي مؤسسة ألمانية تعمل في فلسطين منذ العام 2008، لتوفير التثقيف السياسي والنقد الاجتماعي، وتشجع على إجراء تحليل نقدي للمجتمع وترعى الشبكات ذات المبادرات التحررية، والسياسية، والاجتماعية والثقافية من خلال مجموعة برامج، بينها التعليم التحرّري، والحقوق الاقتصادي والاجتماعية، والتضامن والحوار الدولي.

 

شاركوا المنشور
})(jQuery)